تحميل كتاب طرائق حديثة في تعليم اللغة العربية
تعد القراءة من اهم فروع اللغة العربية في مدارسنا ، فهي من الفروع التي يبدأ
تعليمها من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، وإن كانت كل مرحلة
تستهدف الارتقاء بتلاميذها إلى مستوى من مهارات القراءة أعلى من سابقتها ، فهناك
أهداف عامة لتدريس القراءة في كلالمراحل التعليمية–وهي متدرجة-وأهمها
تحسين التحصيل المعرفي على المستويات الستة (التذكر–الفهم–التطبيق–التحليل
–التركيب–التقويم)، وكذلك تنمية الفهم القرائي لدى الطلاب ، فالتدريس من أجل
الفهم هدف لكل المناهج الدراسية.
ويرى عاشور والمقدادي أن الهدف الرئيس لتدريس القراءة هو زيادة القدرة على
التفاعل وفهم اللغة المكتوبة ، وتلك عملية داخلية وعقلية لا يمكن ملاحظتهاأو
دراستها مباشرة.(راتب عاشور ومحمد مقدادي :2002،44)، و كما يقول سعدون
الساموك وهدى الشمري (2002،474) فإن الغرض من القراءة هو أن يفهم
المتعلمون ما يقرؤون وما يتبع ذلك من اكتساب المعرفة.
ومن المعلوم أنه ليست هناك طريقة تفوق غيرها في التدريس وإنما طريقة التدريس
الأكثر تأثيرا هي تلك التي توائم بين طبيعتين هما طبيعة المتعلم وطبيعة المادة المتعلمة
والمتعلمون في الفصول الدراسية هم أفراد مختلفون، وهذا ما يفسر ما ينادي به
التربويون من ضرورة مراعاة المعلم للفروق الفردية بين المتعلمين، فينبغي ألا يسلم
المعلم بأن المتعلمين الذين أمامه متساوون في القدرات أو في الثقافة أو في التحصيل
أو في الذكاء..إلخ.
ولذلك تدعم النظريات التدريسية الفردية في التعليم الذي يتعامل مع الطلابكأفراد
مختلفين بما يسمح باحترام هذه الفردية واستثمارها بما يعمل على تنمية قدرات جميع
المتعلمين، ولقد جاءت نظرية الذكاءات المتعددة في سياق النظريات التي تسعى
لكشف هذه القدرات المتباينة لدى الأفراد.