google-site-verification=lOlmdetj4fHzhz-NU-ox4dVLX7jhyyv_fPVlXSA7c2Q
Cancel Preloader
البعد اللغوي لطفل التعليم الاولي

البعد الإجتماعي بالتعليم الأولي

في هذه المقالة سنناقش البعد الإجتماعي لدى طفل التعليم الاولي وأبعاده من خلال المعجم الخاص بهذه الفئة؛

وبما أن معجم الطفل يتراوح بين ألف و ألفين كلمة بين السنة الثالثة والخامسة، فإن ذلك سيسمح له بالاتصال والتفاعل مع الآخر . لذا نجده يفسر ويحكي لرفاقه ما يقوم به خاصة أثناء اللعب. وهذا الترافق اللغوي للخبرات دليل على الأخذ بعين الاعتبار وجود الآخر ومحاولة إثارة انتباهه. وشد اهتمام الآخر يظهر في هذه السن بجلاء وبشكل استعراضي. إنها السن التي تتكرر فيها عبارات من قبيل ” انظر ما أستطيع فعله ”  ” هل رأيت كيف قفزت ”  إني أستطيع أن ألبس لوحدي ” ..؛

إن ما يريده طفل هذه المرحلة هو تطوير و تحقيق إحساسه بالقوة. فهو يستغل أي شيء ليضخم من أناه ويثبت قدرته وسلطته على الأشياء. وهذه الرغبة في إثبات الذات تؤدي حتما إلى التنافس. فلا نكاد نترك مجموعة من الأطفال يلعبون حتى يدخلون في صراعات وخصام. وهذا الصراع هو من جهة تعبير عن روح التنافس، ورغبة كل واحد في أن يكون الأفضل. ومن جهة ثانية دليل على اهتمام الطفل بنشاط الآخرين. وهو بالتالي يشكل البذور الأولى للتعاون. حيث أنه في هذا الطور يتم الانتقال من ” كل لنفسه ” أو من المتفرج على أنشطة الآخرين، إلى نوع من الأنشطة المتوازية أو الألعاب التعاونية والتي تحتم الخضوع لبعض القواعد البسيطة

وقد أثبتت الدراسات أن الأولاد يتخاصمون أكثر من البنات . وأن الخصام يكون أكثر حدة؛

عندما تكون الملكيات الخاصة هي موضوعه. خاصة اللعب؛

والسمة العامة لهذه الصراعات، أنها تكون كثيرة، لكنها قصيرة زمنيا. ومع التقدم في السن يتناقص عددها وتطول مدتها

البعد الإجتماعي الاخلاقي لطفل التعليم الأولي

أما بالنسبة للحكم الأخلاقي فإن أطفال هذه المرحلة يحكمون على الفعل من خلال نتائجه المادية وليس من خلال الدوافع أو النوايا؛وقد أثبت بياجي ذلك، في تجارب على الأطفال. حيث يعرض عليهم مجموعة من القصص يرتكب فيها الطفل/البطل بعض الأخطاء ثم يطلب من الطفل المستجوب الحكم على فعله. من بينها تلك التي أوردها في كتابه “الحكم الأخلاقي عند الطفل” ومفادها أن الطفل (ا) كان في غرفته. استدعاه أبوه للغذاء. فتح باب الغرفة، وكان وراء الباب صينية بها 12 كأسا ولم يكن للطفل علم بذلك. فلما فتح الباب تكسرت كل الكؤوس. أما الطفل (ب) فقد أراد أن يسرق بعض الحلوى من خزانة المطبخ. مد يده فاصطدمت بفنجان، وقع على الأرض وتحطم. فإذا سألنا الطفل الممتحن من أخطأ أكثر؟ فإنه سيجيب أنه الذي حطم 12 كأسا. وهذا دليل على أن طفل هذه المرحلة لا ينظر إلى الفعل من خلال القصد أو النية، ولا حتى الشعور الداخلي

ظاهرة أخرى تسترعي انتباه المربين، بالنسبة لأطفال هذه المرحلة. وهي الكذب. والتي يؤكد الكثير من السيكولوجيين على أنها طبيعية، أساسها الخيال. ذلك أن الطفل مرتبط بعالمه الداخلي، إلى درجة أنه يصف ما حققه على مستوى الخيال، وكأنه بصدد الواقع. فالتمركز الذاتي وعدم قدرة الطفل على التمييز بين الواقع والخيال، هي أساس كذبه. وكلما كان الواقع محبطا كلما لجأ الطفل إلى عالمه الخيالي وبالتالي كثر كذبه

ا

  بشكل عام يمكن القول، أن النمو الاجتماعي لطفل هذه المرحلة، يتأثرإلى حد بعيد بصحبته للآخرين ورغبته في نيل رضاهم. ويظهر ذلك جليا في جماعة اللعب. حيث لا ينخرط الطفل إلا بتحفظ واضح أول الأمر في الجماعات المحدودة العدد. وعلى أن يكون لكل واحد لعبته الخاصة. مما يثبت أنه يجد صعوبة في الانفتاح على الآخر ومشاركته لكن؛

 بانتهاء العام الخامس يساير الطفل الكبار في مراعاة آداب المائدة. كما يستطيع القيام ببعض مظاهر السلوك الاجتماعي. مثل إبداء الشكر ، أو الاستئذان قبل الانصراف، والتحية عند الحضور

عبد الفتاح دويدار   ” سيكولوجية النمو والارتقاء ”     ص : 181

متطلبات النمو الإجتماعي

لابد من توفير وسط تعلمي يسمح بـ

الثقة في النفس ، الاستقلالية ، روح المبادرة ، التوحد مع الجماعة وثقافتها

التركيز على نقط قوة الطفل ، والعمل على تنميتها بدل التركيز على نقط ضعفه

تهييء فضاءات وقواعد تسمح باستمرارية الأنشطة ، وتقلص من الصراعات والإحباطات

إعطاء الطفل فرصة اختيار الأنشطة التي يود القيام بها

تشجيع الأطفال على لعب أدوار سوسيودرامية وتوفير الأدوات والفضاء اللازمين لذلك

خلق أنشطة حول القيم والحياة الثقافية حتى نضمن استمرارية بين الحياة والوسط التعلمي

السماح للطفل بالاختلاط بغيره من الأطفال حتى يجد مجالا رحبا للتعبير الحر عن مختلف الانفعالات من العدوان إلى السيطرة إلى الحب أو الخضوع ، والتي هي أساس ومقومات الصحة النفسية

الاهتمام المتزن بالطفل . أو كما يقول المليجي؛

تجنب الإفراط في تقريظه، أو التفريط في تقديره يكسبه فكرة عن نفسه تطابق حقيقته؛

فلا هي أعظم من قدره فيفتر ولا هي أقل من قدره فيذل

عبد المنعم وحيلمي المليجي   ” النمو النفسي ” ط 5  دار النهضة العربية للطباعة و النشر   بيروت، 1973،ص:227

البعد الإجتماعي لطفل التعليم الأولي كتبه ذ.نور الدين خير الله رحمه الله

1 Comment

رجاء اترك تعليقا لتجويد الخدمات

فضاء التكوين في مهن التربية