google-site-verification=lOlmdetj4fHzhz-NU-ox4dVLX7jhyyv_fPVlXSA7c2Q
Cancel Preloader
التقويم التكويني

تقديم التقويم التكويني

فيما يتعلق بـ التقويم التكويني بالتعليم الابتدائي؛ بينت مختلف التقارير الوطنية والدولية ضعف انتاجية النظام التربوي والتعليمي المغربي؛

ولمعالجة الاختلالات التي يعاني منها نظامنا التربوي والتعليمي؛

تبنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مخططا اصلاحيا جديداً يرمي الى تنفيذ توصيات المجلس الاعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي والمتضمن في تقريره «من اجل مدرسة الانصاف والجودة والارتقاء»؛

انسجاماً مع الرؤية الاستراتيجية للاصلاح 2015 – 2030 التي توجت بحصيلة اولية لتنزيل المشاريع المندمجة التي حصرت في 18 مشروعاً، مقسمة الى ثلاثة مجالات هي؛

مجال الانصاف وتكافؤ الفرص (07 مشاريع)؛

مـجال الارتقاء بجودة التربية والتكوين (07 مشاريع)؛

مــجال الحكامة والتعبئة؛ (04 مشاريع)؛

ومساهمة منا في اغناء هذا المشروع التربوي الهام، وفي اطار تنفيذ مشاريعه المندمجة المتضمنة في مجال الارتقاء بجودة التربية والتكوين والتي تنص على تطوير نموذج بيداغوجي قوامه التنوع والانفتاح والنجاعة والابتكار [الرافعة الثانية عشرة من التقرير]؛

ومن اجل معالجة التعثر الدراسي والهدر المدرسي عموماً. والرفع من مستوى التحصيل الدراسي لدى المتعلمات والمتعلمين، وتحسين المردودية الداخلية والخارجية للمنظومة التربوية والتعليمية ببلادنا؛

نقترح تبني مقاربة التقييم التكويني للتعلمات بالمدرسة المغربية وخصوصا على مستوى سلك التعليم الابتدائي في مرحلة اولى؛

قبل التطرق الى أهمية التقييم التكويني للتعلمات سنتناول موضوع التقويم التربوي عموماً ودوره المحوري في تجويد المنظومة التربوية؛

يعتبر التقويم التربوي جزءاً لا يتجزا من عملية التعليم والتعلم، وأحد المداخل الهامة لاصلاح التعليم وتطويره؛ إذ ُيعد موجها بوصلياً للمنظومة التربوية والتعليمية بكافة مكوناتها وعناصرها ويمكن من انتقاء اهداف العملية التعليمية والتعلمية وبلوغ مستويات عالية فيها؛ كما انه يساعد المتعلم على تقويم نتائجه، والمدرس على تقويم كفاءاته وادائه

محمد اكراصي، مجلة علوم التربية، العدد 67، 2017، ص:67

وينقسم التقويم التربوي الى ثلاثة اصناف وهي؛

التـقويم التشخيصي للتعلمات؛

التــقويم التكويني للتعلمات؛

التقويم الاجمالي؛

أولا: التقويم التشخيصي: طريقة تقويم تكون جزء مهما من النموذجية المعاصرة للتقويم البيداغوجي؛

ويشكل التنبؤ والوقاية اهم وظائفه، ذلك لان هذا التقويم يتيح التعرف على التلاميذ الذين قد يصادفون صعوبات في سياق بيداغوجي لاحق؛

اذن، هذا النوع من التقويم ليس محصورا في ضبط التلاميذ المتعثرين؛

يجب ان يتيح التشخيص اكتشاف مواطن القوة والضعف، وكذا درجة استعداد التلاميذ قبل ان يشرعوا في مقطع مهم من التعلمات او في درس او في مقرر دراسة ؛

ثانبا: التقييم التكويني: تقييم موضوعه اخبار التلميذ والمدرس بدرجة التحكم المحصل عليها؛

ويرمي الى اكتشاف مواطن الصعوبة التي يصادفها التلميذ خلال تعلمه بقصد ان تقترح عليه استراتيجيات ُتمكنه من التطور او جعله يكتشفها ؛

وبتعريف اخر: التقييم التكويني سيرورة التقويم المستمر هدفها ضمان تطور كل شخص في سعي تعلم، بغية تغيير وضعية التعلم او ايقاع التطور في سبيل التحسين او التصحيح الملائمين؛

هذه المقاربة التحقيقية البيداغوجية ترمي اذن حتما الى تسهيل تعلم التلميذ بمساعدته السريعة على تخطي الصعوبات التي يمكن ان تعوقه طوال سعيه؛

ويجد التقويم التكويني مبرره في مساعدة التلميذ اثناء التعلم المتوخى في مقرر دراسته؛

ثالثا: التقييم الاجمالي: تقويم يتم في اخر دورة او اخر مقرر دراسة، وكذا بعد تعلمات خارج المدرسة؛

ويكمن مرماه في معرفة درجة تحصيل التلميذ من المعارف او المهارات لاجل اتخاذ قرارات مناسبة بانتقال التلميذ الى القسم الموالي، وتصديق الدراسة والاعتراف بالمكتسبات التجريبية؛

وينبني هذا الشكل من التقويم على الحاجة الى اخبار النظام حول قيمة التعلمات في اخر بعض المراحل من المسار الاكاديمي للتلميذ؛

مـزايا التقييم التكوينـي للتعلـمات

التقييم التكويني هو عبارة مختصرة؛

المتابعة الشخصية – التصحيحية المستمرة للمتعلم حتى التاكد من حصول التعلم

نخلة وهبة، جودة الجودة في التربية، 2005، ص: 171

ويرتكز التقييم التكويني على مسلحات، بدون الايمان بها و العمل بموجبها، لا نستطيع تطبيقه والافادة من فضائله، وهذه المسلمات هي؛

أ- ان جميع المتعلمين قادرون على التعلم؛

ب- ان مهمة المدرس هي احداث التعلم و التاكد من حصوله عند جميع المتعلمين؛

ج- انه لا يحق للمدرس السماح بالانتقال من وحدة تعليمية الى وحدة تالية الا بعد التاكد من اتقان المتعلم للقدرات والمهارات المتضمنة في الوحدة الاولى؛

د- ان مهمة المدرس هي تقويم اداء المتعلم وليس تقويم المتعلم نفسه؛

هـ-ان المتعلم الذي لم يستطع التعلم في المرة الاولى، يمكن ان يتعلم في المرة او المرات اللاحقة اذا ما عدلنا في طرائقنا التربوية واعطينا الوقت اللازم لذلك، بدون ان يعني ذلك عقابه على اخطائه الماضية؛

وهكذا يصبح هدف التقويم التكويني التعرف على الاخطاء والصعوبات الجزئية للمتعلم في كل وحدة تعليمية وتصحيحها او تصويبها والتاكد من ان المتعلم – كل متعلم – قد اتقنها بصورة سليمة؛

فالتقويم التكويني ينطلق من المبدأ القائل انه من السهل تصويب الاخطاء الصغيرة في نهاية كل وحدة تعليمية بدل الانتظار و مراكمة الاخطاء على مدى فترة زمنية طويلة؛

فالفشل البسيط يمكن التغلب عليه في حينه قبل ان يترسخ و يتجدر؛

والمهم في جميع الاحوال ان ينتقل المتعلم الى مرحلة لاحقة من التعلم وهو يحمل ثغرات تعليمية من المرحلة السابقة؛

وعلى هذا النحو يطبق التقييم التكويني بعد كل وحدة تعليمية على كل المتعلمين للتاكد من اتقانهم للمهارات المتضمنة في تلك الوحدة ودون ان يكون الهدف من ذلك تصنيفهم او وضع نقطة لكل منهم، وكما يقول [لاندشير]؛

ان الهدف الوحيد للتقييم التكويني هو التعرف على طبيعة وموقع الصعوبة التي يعاني منها المتعلم في تعلمه وابلاغه بها، ولا يترجم هذا النوع من التقييم الى علامات او نتائج رقمية او لفظية؛ انه عبارة عن تغذية راجعة للمتعلم و المدرس في الوقت نفسه

وبهذا المعنى فان التقييم التكويني يتدخل في سيرورة التعليم و التعلم و ُيصوبها على عكس التقييم التقليدي (الختامي) الذي يطبق عند نهاية عمليات التعلم؛

يتميز التقويم التكويني بانه لا يقارن ما يتقنه المتعلم مع ما يتقنه زملاؤه، بل يقارن باستمرار ما يتقنه المتعلم مع اهداف الوحدة التعليمية المطلوب اتقانها؛

ومن هنا تنتج فضيلة التقييم التكويني في رفع درجة الدافعية عند المتعلم

و القضاء على روح التنافس والاستعاضة عنهما بروح التعاون؛

كما يتميز التقييم التكويني بانه تصحيحي، اي انه يستفيد من نتيجة المتعلم لمساعدته على رفع درجة اتقانه؛

وذلك عبر اعطائه المزيد من الوقت او تغيير طرائق التعليم او تيسير المزيد من مصادر التعلم المختلفة؛

بينما كان التقويم السابق يكتفي باتخاذ قرار بفشل المتعلم؛

و بدل ان يبادر الى تطبيق المعالجات الخاصة والملائمة لحالته؛

كان يكتفي بان يلزم المتعلم باعادة قسمه او فصله في اسوا الحالات؛

منقول بتصرف

2 Comments

رجاء اترك تعليقا لتجويد الخدمات

فضاء التكوين في مهن التربية