google-site-verification=lOlmdetj4fHzhz-NU-ox4dVLX7jhyyv_fPVlXSA7c2Q
Cancel Preloader
توظيف إجراءات وأدوات التقويم بأقسام الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

يشكل التقويم محطة أساسية في سيرورات التعليم والتعلم، ذلك أن تسطير أهداف التعليم وتدبير الاستراتيجيات الديداكتيكية لتحقيق تلك الأهداف يبقى دون معنى إن هو لم يستكمل بشكل موازي أو ختامي بالحصول على تغذية راجعة للتعرف على مدى تحقق تلك الأهداف واكتشاف مكامن الخلل في سيرورات التعلم وتبين مستوى وقيمة المنتوج التربوي المحصل عليه وعلى فعالية الإجراءات التي تمت خلال مساعي الفعل التربوي – التقويم في التربية الدامجة

تحميل مجزوءة توظيف إجراءات وأدوات التقويم بأقسام الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة – التقويم في التربية الدامجة

وإذا كان التدريس بأقسام الإدماج يستلزم تكييفا خاصا للاستراتيجيات والممارسات الديداكتيكية، وذلك بما يلائم طبيعة التلاميذ المستهدفين والذين يتميزون بكونهم لهم حاجات

خاصة، فإن عمليات التقويم بمختلف أشكالها وتقنياتها ومحطاتها تفترض استحضارا دائما لتلك الخصوصيات ووعيا كاملا بطبيعة تلك الحاجات

وهكذا يصبح التقويم بالنسبة لتلاميذ أقسام الإدماج المدرسي أداة لاكتشاف عناصر القوة لدى كل تلميذ أكثر مما هو أداة للتعرية عن مكامن الضعف. إن التقويم هنا يرمي بقوة إلى أن يكتشف التلميذ، قبل محيطه التربوي (المدرسة، الأسرة)، إمكانياته حتى يخلق لديه ذلك

الاكتشاف الدافعية اللازمة للتطور والانتقال إلى المناطق المجاورة لمكتسباته بمساعدة من وساطة مربيه

من ثم كان ضروريا بالنسبة لمدرسي هذا النوع من الأقسام  التعرف على أهداف هذا الإجراء  وبعض تقنياته والاشتغال الواعي على تكييف إجراءاته بما يلائم خصوصية وإمكانيات هذه

الفئة من التلاميذ، وفي نفس الوقت العمل على توفير السبل الكفيلة لجعل مبدإ الاندماج واقعا لا شعارا

ولما كانت هندسة الفعل التعليمي، أينما مورس، لا تستقيم من دون اكتشاف المدخلات (خاصة تلك المرتبطة بالتلاميذ) ، فإن التقويم التشخيصي لمكتسباتهم القبلية وأساسا لما يمتلكونه في

البداية، يبقى شيئا جوهريا للقيام بذلك التكييف اللازم سواء للأهداف والكفايات أو المضامين والأدوات

و

ولا يمكن للمدرس الاطمئنان إلى أن اشتغاله الديداكتيكي والتربوي يسير في الاتجاه المتوخى ما لم يسائل ذاته كل مرة حول جدوى ذلك الاشتغال ونجاعته؛ الأمر الذي يفرض عليه ربط تعليمه بتقويم تكويني دائم، مما يسمح بالتأكد من سلامة المنحى ويمنح التغذية الراجعة

الضرورية للتدخل المباشر والمعالجة الفورية والتعديل اللازم. وسواء تعلق الأمر بتعليم موارد (معارف أو مهارات) أو بتعليم الإدماج (تعلم كيفية تعبئة تلك الموارد من أجل مواجهة

وضعيات مستجدة)، فإن التقويم التكويني يعطي للمدرس إمكانية التصحيح الفوري لمكامن الخلل وملء الثغرات

وإضافة إلى هذين النوعين من التقويم، هناك تقويم ثالث يستهدف تشكيل تصور إجمالي حول منتوج التعليم. في كثير من الأحيان يرمي هذا التقويم الإجمالي إلى تحقيق وظيفة إشهادية، غير

أنه في التجربة الحالية لأقسام الإدماج يكون التركيز أساسا على أهمية توفير نظرة شاملة ؛

مرحلية أو نهائية، حول مدى تحقق الكفاية المسطرة، مرحلية لكون كفاية ما تبنى وفق مراحل

ونهائية لكون أي مشروع فردي للتلميذ ينبغي التعرف على نتائجه وفي نفس الوقت على مدى نجاح مساره

تلك هي المحاور الكبرى لمضمون هذه المجزوءة التي تتوخى جعل  الأستاذ العامل بأقسام الإدماج قادرا على توظيف أدوات وإجراءات التقويم في تشخيص احتياجات وإمكانيات المتعلم وفي تتبع سيرورات التعلم والاكتساب لدى تلامذته. وهي كفاية مهنيةتمكن المدرسين بأقسام الإدماج من التعرف على مختلف تلك الأنواع من التقويم ووظائفها وفي نفس الوقت تجعلهم

ملمين  بكيفية مراعاة خصوصيات تلك الأقسام وطبيعة وحاجيات تلامذتها وهو يحاول القيام

بذلك التوظيف أو بصياغة الأدوات والوسائل اللازمة في هذا الشأن

و

لا يمكن الادعاء بأن هذه المجزوءة قد ألمت بكل القضايا المرتبطة بالتقويم، بقدر ما ينبغي

الإلحاح على أن المحاور والمواضيع المثارة ما هي إلا نماذج لما يزخر به هذا الحقل من

تصورات وإبداعات معرفية وتقنية، وحدهما المطالعة المستمرة والبحث البيداغوجي هما الكفيلان بإشباع الحاجات المعرفية وتحقيق التكوين المستمر.

      

كما أن هذه المجزوءة لا ترتئي الإغراق في تقديم نظريات ومقاربات بيداغوجية، بقدر ما

ترمي إلى الدفع بالمتكونين إلى الاشتغال ضمن ورشات على وسائل وأدوات ووثائق عملية؛

وهي بذلك ترمي إلى إكساب المتكون معارف الفعل أكثر من معرفة المقاربات والنظريات التي يمكن اكتسابها في مجالات أخرى.

ولعل من مبادئ التكوين وفق هذه المجزوءة هي اعتمادها على البراديغم عملي /نظري/

عملي، الذي ينطلق من تجارب المتكونين وخبراتهم الحالية ومن المشاكل التي يستشعرون أنها

تعترضهم للتداول بصددها ومناقشتها وكذلك استثمار الناجح منها. لذلك يعتمد التكوين وفق هذه المجزوءة على جعل المتكون محور التكوين وعلى تبني العمل بالورشات وعلى الانطلاق

من التمثلات  من خلال تقنيات العصف الذهني والمناقشة، على أن يتمحور الاشتغال على

وضعيات محددة تحيل على أنشطة ذات أهداف واضحة

إن المتوخى، في نهاية التكوين بهذه المجزوءة، هو توافق المتكونين حول إنتاج أدوات للتقويم

والتتبع تسمح لهم  بهندسة تقويماتهم خلال رجوعهم إلى أقسام الإدماج التي يدرسون بها، وذلك انطلاقا من المبادئ الثلاثة التالية

أ- مبدأ التكييف والملاءمة : تكييف تلك الأدوات بحسب طبيعة وأهداف أقسام الإدماج؛

ب- مبدأ تفريد التقويم بحكم أن تلاميذ أقسام الإدماج ينبغي أن يتعلموا بشكل يأخذ بعين الاعتبار

خصوصيات كل تلميذ على حدة وذلك ضمن مشاريع فردية، الأمر الذي يحتم بالتالي تقويمات فردية أيضا؛

ج- مبدأ هندسة التقويم، اعتبارا لأهميته في ترشيد إجراءات المعالجة سواء كانت في البداية أو

فورية أو نهائية واقتناعا بأن أي تقويم اعتباطي وغير مدروس يمكن أن يفضي إلى نتائج سلبية أحيانا

3 Comments

رجاء اترك تعليقا لتجويد الخدمات

فضاء التكوين في مهن التربية