موضوع دليل التربية الدامجة وأهميته

بالإضافة للإطار المرجعي للتربية الدامجة، نقدم دليل التربية الدامجة في التعليم الخاص بالأسر والجمعيات، والذي يتمحور حول كيفية مساهمة أسر الأطفال في وضعية إعاقة وكذا الجمعيات الموضوعاتية المهتمة بهذين المجالين في إرساء فلسفة دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم الأطفال في وضعية إعاقة في فصول اعتيادية مع بقية الأطفال الآخرين
إنه دليل يتوخى طرح مجموعة من القضايا التي يمكن أن تجعل من هاتين المؤسستين فاعلين يلعبان دوريهما الكاملين في إرساء تربية تغييرية ترمي إلى إحقاق حقوق أطفال ظلوا، في أحسن الأحوال محاصرين ضمن أقسام الإدماج المدرسي
.les CLIS
هذه التربية التغييرية لا تقتصر فقط على تعديل في المعارف بل أساسا في الاتجاهات والمواقف والممارسات
ومن تم كان هذا الدليل يستمد أهميته من أهمية إحداث تلك التغييرات الضرورية التي ترسي قيما جديدة داخل المؤسساتالتعليمية هي قيم الإنصاف والمساواة والتعاون وتقبل الاختلاف والتعايش المشترك

لذلك ستأتي أقسامه ومحاوره موجهة للتغيير، حاثة على تعديل السلوكات والمواقف والاتجاهات، مبرزة لبعض الإجراءات التي يمكن القيام بها كي تكون التربية الدامجة قناعة وليست تأثيثا، متطورة على الدوام وليست ممارسة رتيبة تستجيب لضوابط تشريعية من دون روح؛ هذه الدينامية وتلك القناعة لا يمكن أن تكونا مكتملتين وثابتتين ما لم تتدخل الأسرة شريكا في العملية التعليمية لممارسة دورها الدامج ومدافعا عن حق طفلها الذي يضمنه له الدستور
ولا يمكن تحقيق تلك الدينامية ما لم تكن منظمات المجتمع المدني حاضرة محركا ومؤطرا ومعبئا ومدافعا ومناصرا ووسيطا بين الدولة والمجتمع

الفئة المستهدفة من دليل التربية الدامجة

هذا الدليل موجه أساسا لفئتين: أسر الأطفال في وضعية إعاقة والمنظمات غير الحكومية الموضوعية المهتمة بمجالالإعاقة، غير أن أسر باقي الأطفال الذين يصطلح عليهم بالعاديين يمكنهم أن يجدوا في هذا الدليل إجابات عن تلك الأسئلة التي يمكن أن تشكل مصدر قلق لهم حول كيفية دمج الأطفال في وضعية إعاقة مع أطفالهم وما إذا كان ذلكغير مؤثر سلبا على تحصيلهم
المدرسون والمسؤولون عن قطاع التعليم يمكنهم أيضا أن يطلعوا على مضامينه للتعرف على دور الفئتين المعنيتين أساسا
وبالإضافة إلى كل هؤلاء، يمكن للمنظمات غير الحكومية التي تهتم بمجالات حقوقية كحق التعلم وحقوق الطفل أنيشكل لهم هذا الدليل أداة للتأمل أو إطارا مساعدا للاشتغال على التربية الدامجة وتضمينها محورا من محاور برامجها

الكفايات الأساسية المستهدفة من الدليل

يرمي هذا الدليل إلى بناء مجموعة من الكفايات يمكن تحديدها كالآتي
التمكن من الدفاع عن الحق في التربية الدامجة وإقرارها عبر العمل على تغيير التمثلات والاتجاهات والممارسات. ويمكن أن تتوزع هذه الكفاية إلى مجموعة من القدرات، كالآتي
بالنسبة للمنظمات غير الحكومية التمكن من توعية وتعبئة المحيط الاجتماعي من أجل تقبل وضمان تحقيق التربية الدامجة مشروعا مجتمعيا
التمكن من الدفاع عن حقوق الأطفال في وضعية إعاقة وباقي ذوي الاحتياجات الأخرى في تربية دامجة تضمن إنصافهم
معرفة كيفية مصاحبة أسر الأطفال في وضعية إعاقة من أجل إنجاح مشروعهم الأسري للدمج
بالنسبة لأسر الأطفال في وضعية إعاقة
التمكن من بناء مشروع أسري مساعد على دمج طفلها في فصل عاد من خلال فهم مرتكزات التربية الدامجة وامتلاك تقنيات بناء مشروع أسري دامج
التمكن من التعاون مع المدرسة بشكل إيجابي من خلال المساهمة في مشروع المؤسسة ومساءلتها والقدرة على تقديم اقتراحات بناءة من أجل تعزيز التربية الدامجة

محتويات الدليل

يحتوي الدليل، بالإضافة إلى هذا الجزء المنهجي، على ثلاثة أقسام. كل قسم يضم مجموعة من المحاور وكل محور يتشكل من مواضيع / بطاقات
وإذا كان القسم الأول مشتركا مع الدليلين المصاغين لفائدة الأطر التربوية والأطر الإدارية، حيث يطرح مفهوم التربية الدامجة ومرتكزاتها ومقارباتها وأصناف الإعاقة، فإن القسم الثاني يهم أساسا المنظمات غير الحكومية، إذ يتعلق بقضايا ترتبط بالتوعية وبالتعبئة الاجتماعية والدعوة للمناصرة من أجل إنجاح التربية الدامجة

صحيح أن المنظمات غير الحكومية على دراية بتقنيات وأساليب هذه الأنشطة، لكن هذه المعرفة ليست بالعمق نفسه لدى بعض المنظمات الحديثة أو التي لم تكتسب بعد التجربة الكافية
أما بالنسبة للقسم الثالث، فيتعلق بالأسر كما بالمنظمات. يهم الأسرة بحكم أنه يتحدث عن الوالدية الإيجابية والإعاقة وكيفية بناء الكفايات الوالدية الضرورية لمصاحبة الطفل في تمدرسه الدامج وكذلك كيفية بناء مشروع أسري يجسد تلك الوالدية الإيجابية
وهو قسم يهم أيضا المنظمات بحكم ما يمكن أن يكون لها من دور في تأطير الأسر ومصاحبتها في بناء وإنجاز مشروعها الخاص للدمج

أما القسم الرابع فقد خصص للتتبع والتقويم وتضمن محورين ببطاقتين. ترتبط الأولى بكيفية تقويم مشروع )وهو أمر يهم الأسر كما الجمعيات (، أما الثانية، فتتعلق بكيفية صياغة تقرير مواز لتقرير الحكومة حول التربية الدامجة ويهم المنظمات وشبكاتها des encadrés هي في الغالب أقوال أو أفكار ملخصة أو إضافات أو رسومَّ
يتضمن الدليل بين الفينة والأخرى مؤطراتتوضيحية

كيفية استعمال دليل التربية الدامجة

يستهل كل قسم بتقديم عام يتوخى إعطاء فكرة عن القسم وطبيعته والمواضيع التي يتضمنها. وتتضمن كل بطاقة موضوعا محددا يعتبر جزءا من تيمة المحور
بطاقات المحور مترابطة ويؤدي بعضها إلى بعض، لذلك فإن ترتيب استخدامها يمكن أن ييسر بشكل أفضل استعمال هذا الدليل
تبدأ البطاقة بتحديد طبيعة الموضوع المتناول ضمن البطاقة وأهميته ومن ثم الأسئلة التي ستحاول الإجابة عنها لتحقيق الأهداف المتوخاة منها
تتلو ذلك محاولة الإجابة عن كل سؤال من الأسئلة المطروحة. وقد تم تعمد، في أغلب الحالات، أن تتوزع البطاقات في المحور الواحد أو ضمن أجزاء البطاقة الواحدة على ثلاثة أسئلة منهجية هي لماذا؟ وماذ؟ وكيف؟

وهي أسئلة تلامس الحاجة والمعرفة والممارسة

والإجابة بهذا الشكل تسمح بملامسة المعارف والاتجاهات والممارسات وهو جوهر التمثلات التي يستهدف الدليل تعديلها لدى كل الفاعلين لأن التربية الدامجة في الأصل مشروع تغييري

يمكن تحميل دليل التربية الدامجة والاطلاع عليه