google-site-verification=lOlmdetj4fHzhz-NU-ox4dVLX7jhyyv_fPVlXSA7c2Q
Cancel Preloader
مفهوم تدبير التعلمات في الممارسة الصفية

أولا: تعريف تدبير

المفهوم المعجمي لكلمة ( تدبير) هو التخطيط المعقلن، وترصد العواقب قبل الإقدام عليها على فعل شيء ما، والتفكير في الأمور بجدية وعقلانية. وقد ورد تدبير في القرآن الكريم  قال تعالى : “افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا”بمعنى تدبر المعنى فهما وتفسيرا وتأويلا ، كما جاء في تفسير القران العظيم لابن كثير

وعليه فالتدبير في مدلوله اللغوي بمعنى إعمال النظر والفكر، وتوقع العواقب قبل الإقدام عليها حذرا واحترازا واجتنابا

أما المفهوم الاصطلاحي للتدبير فهو عبارة عن مجموعة من العمليات والتقنيات والآليات والخطط الإجرائية التي يعتمد عليها المدبر لتنفيذ الأنشطة  والتعلمات والمشاريع في إطار زمكاني معين، انطلاقا من كفايات وأهداف محددة، واعتمادا كذلك على مجموعة من الموارد والطرائق والوسائل، سواء أكانت مادية أم معنوية

و تؤدي كلمة  التدبير .(Gestion/Management) في المعاجم والقواميس الأجنبية المعاني نفسها التي تؤديها في اللغة العربية.

حيث تدل هذه الكلمة على القيادة والتخطيط والتسيير والتنظيم والقيادة والمراقبة لتحقيق الجودة والفعالية

وظائـــف علـــم التدبيــر

ومن ناحية أخرى، يرى هنري فايول أن للتدبير أربع وظائف أساسية هي؛

التخطيط (التنبؤ)، والتنظيم، والقيادة أو الإدارة، والمراقبة على النحو التالي؛

التخطيط: يعرف التخطيط بأنه بمثابة مسار من خلاله يحدد المدبر مجموعة من الأهداف لتحقيقها إجرائيا، مع اختيار إستراتيجيات العمل المناسبة لتبليغ هذه الأهداف؛

هذا، وينبني التخطيط على مجموعة من الأبعاد؛

مثل : البعد الزمني (متى)، والبعد الغرضي( تحقيق الأهداف)، والبعد الشخوصي(من)، والبعد الكيفي (الطريقة والوسيلة)، والعراقيل الممكنة (العوائق)

التنظيم: الوظيفة الثانية للتدبير هي التنظيم. بمعنى تقسيم المنفذين إلى فرق عمل، والتنسيق بين أنشطتها. بمعنى أن هذه الوظيفة تسعى إلى مساعدة الأفراد والجماعات لتحقيق أهدافها المشتركة.

ولا تتحقق هذه الوظيفة إلا بتوفير الموارد البشرية والمادية والمالية والتقنية والوسائل الممكنة والنماذج المناسبة، ورصد مختلف التفاعلات الموجودة بين الأفراد والجماعات

القيــــادة: يسعى المدبر إلى إدارة الموظفين الذين يقومون بمهمة تنفيذ الأعمال وتصريفها، والعمل على تطويرها، والرفع من وتيرة سرعتها بطريقة إيجابية. ومن ثم، تقوم وظيفتا التواصل والتحفيز بأدوار هامة على مستوى التدبير والقيادة والإدارة والإشراف والتوجيه.

والهدف من ذلك كله هو تسهيل العمل، والرفع من وتيرة الإنتاج، وتخفيض تكلفته، وتحفيز العاملين من أجل تحقيق الأهداف المرسومة.

ومن هنا، تتوفر في القائد المدبر مجموعة من الشروط: روح المبادرة والإبداعية، وقوة التأثير، وكفاءة التنبؤ، والمرونة، والصبر، والعمل بالأهداف، والتركيز على العمل بدقة

المراقبة: تسعى المراقبة إلى اختبار الخطط المرسومة من خلال نتائجها المتحققة في علاقتها بالأهداف المسطرة.

بمعنى أن المراقبة هي معالجة نقدية وسيرورة للبحث عن جودة  الملاءمة بين العمل وأهداف المؤسسة. ويعني هذا كله أن مهمة المراقبة مبنية على قياس التقدم المتحقق عبر خطط ومستويات لتبليغ هدف معين، مع تبيان درجة الانحراف الحاصلة عن الوضعية الحالية والوضعية المرغوب في تحقيقها، عن رصد الأسباب والمعالجات الضرورية

أنوع التدبير

التدبيـــر البيداغوجـــي

مجموعة من الإجراءات والعمليات التي تنظم وتسير الوضعيات البيداغوجية ، « ويفيد التنظيم إعداد خطة لبلوغ الأهداف واختيار الوسائل والأدوات و هيكلتها وجدولة الوقت وتوزيع الأدوار … أما التسيير فيقصد به الإشراف على سير عمليات التنفيذ وتقويم وضبط مسارها وتصحيحه

ويوظف مفهوم التدبير في سياق البيداغوجيا المفتوحة في إطار ما يقوم به التلاميذ لتدبير نشاطهم الذاتي من مناقشة وتخطيط وتقويم ، وينبني التدبير البيداغوجي على خمس عمليات أساسية ينجزها التلاميذ ؛

ء(1) تحديد الحاجات (2) تحديد أهداف الأنشطة (3) تنظيم العمل وإعداد الأدوات (4) تنفيذ العمليات والأنشطة (5) تقويم النتائج وسير العمليات وتصحيح الثغرات … )

التدبير الديداكتيكي

يتعلق بتدبير العملية التعليمية التعلمية على مستوى المدخلات (الأهداف والكفايات ) والعمليات (المحتويات والطرائق ووسائل الإيضاح ) والمخرجات(التقويم ، والفيدباك ، المعالجة والدعم)وكذلك لاننسى تدبير التعلمات،وتدبير  الإيقاعات الرمانية، وتدبير الفضاءات الدراسية،وتدبير عملية المراقبة والتقويم

أنواع التدبير الديداكتيكي

تدبير الفصل الدراسي: يستوجب التدبير الديداكتيكي أن يلم المدرس بتقنيات تدبير الفصل الدراسي وتسييره تخطيطا وتنظيما وتنسيقا وقيادة ومراقبة. وهذا لا يمكن أن يتأتى إلا بتمثل مجموعة من الآليات والإجراءات التطبيقية لتحقيق الجودة الحقيقية.و من بينها

البيداغوجيا الفارقية: تنطلق من القناعة القائلة بأن “أن أطفال الفصل الواحد يختلفون في صفاتهم الثقافية والاجتماعية والمعرفية والوجدانية، بكيفية تجعلهم غير متكافئ الفرص امام الدرس الموحد الذي يقدمه لهم المعلم.

ويعرف لوي لوكران البيداغوجيا الفارقية كالآتي”هي تمش تربوي ،يستعمل مجموعة من الوسائل التعليمية-التعلمية،قصد إعانة الأطفال المختلفين في العمر والقدرات والسلوكيات،والمنتمين إلى فصل واحد،من الوصول بطرائق مختلفة إلى الأهداف نفسها

تقنيات التنشيط

تقنيات التنشيط التربوي: أهمية كبرى في مجال التربية والتعليم،يمكن من إخراج المؤسسة من طابعها العسكري الجامد إلى مؤسسة بيداغوجية إيجابية وفعالة صالحة ومواطنة يحس فيها المتعلم بالسعادة و الطمأنينة والمودة والمحبة.في الميثاق الوطني للتربية والتكوين: تسعى المدرسة المغربية الوطنية الجديدة إلى أن تكون

أ-مفعمة بالحياة، بفضل نهج تربوي نشيط، يجاوز التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد التعلم الذاتي، والقدرة على الحوار والمشاركة في الاجتهاد الجماعي

ب-مفتوحة على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع وسط في قلب  المدرسة، والخروج إليها منها بكل مايعود بالنفع على الوطن،مما يتطلب نسج علاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي

ج- دينميكية الجماعات: تقنية مهمة للتنشيط يمكن الاستعانة بها أثناء العملية التعليمية التعلمية ستدمج المتعلمين داخل جماعات تربوية . فالمتعلم لايمكن أن يبدع إلا داخل جماعة ديمقراطية،تؤمن بالأخوة والتنافس الشريف وتعتز بقانون الحقوق والواجبات.تقنية تجعل من المتعلم المحور الأساسي في العملية التعليمية التعلمية مراعية اهتماماته وحاجياته، ومن أجل إبراز قدراته الذهنية والفكرية والعملعلى تنميتها

د- تدبير الفضاء الدراسي: يقتضي تدبير فضاء القسم تفادي وضعية الجلوس التقليدية ضمن صفوف والانتقال نحو العمل في وضعيات جلوس بيداغوجية؛

من بينها الجلسة الدائرية او الجلسة وفق حذوة الفرس وهي جلسة تسمح بالتواصل بين أعضاء جماعة القسم الكبرى

الأركان

كما يمكن تدبير فضاء الفصل باعتماد أركن تربوية داخل الحجرة الدراسة لتستجيب لحاجات المتعلمات والمتعلمين.نذكر من بينها

أ- ركن القراءة

ب – ركن الفنون

ج-ركن الورشات

د-ركن المعلومات

هـ تدبير الإيقاعات الدراسية: يشير مفهوم الزمن والايقاعات المدرسية إلى تنظيم وتدبير الحصص السنوية والأسبوعية واليومية لأنشطة المتعلم(ة) الفكرية والمهارية والعلائقية،

بحيث يراعي هذا التنظيم صحته النفسية والجسمية والأوقات المناسبة للتعلم. لذا ينبغي عند برمجة التعلمات مراعاة

التدرج بشكل يتيح للمتعلم (ة) الاستعمال الأمثل لإمكاناته الجسمية والنفسية والذهنية،باحترام إيقاعاته البيولوجيا و زمن التعلم

برمجة الحصص الدراسية العادية وحصص الأنشطة المندمجة وحصص الدعم والأنشطة الأخرى في فترات زمنية ملائمة؛

وفي فضاءات مدرسية مختلفة،لتجنيب المتعلم قضاء ظرف زمني مطول في وضعيات وأنشطة رتيبة

أهداف التدبيرالديداكتيكي

تتمثل أهداف التدبير الديداكتيكي في أجرأة الكفايات والأهداف في أرض الواقع عن طريق تنفيذها في أرض وفق وضعيات ديداكتيكية مجسدة في شكل خطاطات ، وجدادات مقطعية قابلة للتنفيذ والتطبيق؛ كما يهدف إلى بناء وضعيات ديداكتيكية إجرائية وتطبيقية ، في  شكل مقاطع تعليمية –تعلمية ، تشمل مختلف أنشطة  المعلم والمتعلم ، وأنواع التقويم والمعالجة في إطار مكان محدد وزمان معين

الجميع يعلم انه كلما تم التحكم في الزمن وتم استغلاله استغلالا أمثل كلما ارتفع التحصيل الدراسي عند التلاميذ وكلما تم تحقيق مرد ودية مدرسية أفضل؛

وقد أولت النصوص التشريعية أهمية قصوى لضرورة تنظيم الحصص الدراسية انطلاقا من الحصة ذاتها إلى الحصص اليومية إلى الحصص الأسبوعية إلى التوزيع السنوي حتى يستفيد التلاميذ من مختلف الأنشطة التربوية والمهارية والعلائقية وكل ما يرتبط بالفضاء التربوي والعملية التعليمية التعلمية

ذة.خديجة فتح

11 Comments

رجاء اترك تعليقا لتجويد الخدمات

فضاء التكوين في مهن التربية