google-site-verification=lOlmdetj4fHzhz-NU-ox4dVLX7jhyyv_fPVlXSA7c2Q
Cancel Preloader
منهجية تدريس القراءة بالمستوى الثاني ابتدائي

مفهوم القراءة

قبل الحديث عن موضوع تدريس القراءة ، نقدم تعريفا للقراءة: فهي وسيلة من وسائل الاتصال والاكتساب الذهني وأداة لنقل الأفكار التي لايمكن نقلها شفهيا ووسيلة لتوسيع أفاق الفرد العقلية وعامل مؤثر في النمو الانفعالي. فهي واحدة من أهم المهارات اللغوية  ولها جانبان، الجانب الآلي والجانب الإدراكي

أولاً الجانب الآلي

وهو التعرف إلى أشكال الحروف وأصواتها والقدرة على تشكيل  كلمات وجمل منهـا

ثانيا الجانب الإدراكي

وهو إدراك ذهني يؤدي إلى فهم المـادة المقروءة، ولا يمكن الفصل بحال من الأحوال بين الجانبين الآلي والإدراكي إذ تفقد  القراءة دلالتها وأهميتها إذا اعترى أي جانب منها الوهن والضعف، فالقراءة تصبح ببغاوية إذا لم يكن القارئ قادرا على فهم واستيعاب ما يقرأ، ولا يمكن  أن تكون هناك قراءة إذا لم يكن قادرا على ترجمة ما تقع عليه عيناه إلى أصوات مسموعة للحروف والكلمات والجمل. وهنا يلتقي الجانبان الإدراكي والآلي لتكون هناك قراءة بالمعنى الدقيق، وينطبق ذلك على نوعي القراءة الجهرية والصامتة. فان كانت الجهرية تحتاج إلى الجانب الصوتي والإدراكي معا، فان القراءة الصامتة تحتاج إلى القدرة على ترجمة المادة المقروءة  إلى دلالات ومعان

أنواع القراءة

تنقسم القراءة إلى ثلاثة أنواع :  القراءة الصامتة، القراءة الجهرية، وقراءة الاستماع  

أولا : القراءة الصامتة

يقصد بها تعرف الكلمات والجمل وفهمها دون النطق بأصواتها وبغير تحريك الشفتين أو الهمس عند القراءة، مع   مراعاة سرعة الفهم ودقته، وإثراء مادة الطفل اللغوية والتذوق، وهي عملية فكرية لا دخل للصوت فيها. من مزاياها أنها أسرع من القراءة الجهرية، لأنها محررة من أعباء النطق، وقائمة على الالتقاط البصري للجمل السريع، ومن ناحية الفهم نرى أنها تساعد على الفهم، وزيادة التحصيل؛ لأنها تكون متحررة من الأعمال العقلية التي تتطلبها القراءة الجهرية، ومحررة من النطق وأثقاله، ومن مراعاة الشكل والإعراب، وإخراج الحروف من مخارجها، كما أنها تعود الطالب الاطلاع الذاتي والاعتماد على النفس

ثانيا: القراءة الجهرية

يقصد بها نطق الكلمات والجمل بصوت مسموع، ويراعى فيها سلامة النطق، وعدم الإبدال أ و التكرار أو الحذف أو الإضافة، كما يراعى صحة الضبط النحوي، وهي أصعب من القراءة الصامتة.  من مزاياها أنها وسيلة لإتقان النطق، وتمثيل المعنى، والكشف عن عيوب النطق، ومفيدة في المناسبات العامة، وتفيد في الخطابة

ثالثا: قراءة الاستماع

هذا النوع من القراءة مرتبط بقضاء أوقات الفراغ، ويبدأ اهتمام الطفل بهذه القراءة في بادئ الأمر بإقباله على مطالعة النصوص الخرافية والصور ثم يزداد هذا الاهتمام كلما تقدمت به السن. من مزاياها أنها تساعد على تمضية أوقات الفراغ بالمفيد الهادف المسلى للمتعة والسرور وإشباع الهواية

خصوصية المتعلم في السنتين الأولى و الثانية

تعتبر المرحلة الأولى، التي تشمل المستويين الأول والثاني من التعليم الابتدائي، عتبة انطلاقية تؤسس للمرحلة الثانية، وترتكز في منطلقاتها على عدة أسس نشير إلى أهمها فيما يلي
أـ على المستوى السيكولوجي: يتميز طفل هذه المرحلة على المستوى الوجداني بالاتجاه نحو الواقعية و المنطقية، بعد أن كانت نزعة التمركز على الذات هي السمة الغالبة عليه من قبل. هذه الواقعية التي تبدأ في التغلب تدريجيا على ” الأنا المغلقة “، حيث يبدأ في تشكيل خصائص تعامل و تكيف الأنا مع الأخر، إذ في هذه المرحلة تنتهي أزمة الفطام العائلي، لتبدأ مرحلة الوئام الاجتماعي، فيصبح الآخر جزءا هاما في تفكير المتعلم (ة)
ب ـ على المستوى البيداغوجي: على العملية التعليمية التعلمية أن تبنى في هذه المرحلة على منطق تلمس الظواهر ومعاينة العلاقات المادية للأشياء، علما أن أنشطة المساءلة والاستنتاج ينبغي أن يكون للطفل فيها النصيب الأوفر، حتى ينتهي إلى المساهمة في بناء المفهوم أو المعرفة المتلائمة مع إمكاناته في الاستيعاب والتمثل

كفايات السنة الثانية

أن يكون المتعلم قادرا على؛
التواصل عن طريق اللغة العربية قراءة و كتابة و تعبيرا؛
التعبير الشفهي بالنسق العربي الفصيح؛
استضمار البنيات الأسلوبية و التركيبية و الصرفية للغة العربية، في حدود مستواه الدراسي، وعمره الزمني و العقلي؛
استعمال رصيد وظيفي فصيح يرتبط بحياته، و يتوسع تبعا لتدرج مجالات البرنامج؛
التقاط صور الحروف العربية و قراءتها ضمن كلمات و جمل و نصوص بسيطة؛
الرسم الخطي للحروف العربية مجردة و ضمن كلمات و جمل و فقرات قصيرة؛
استعمال اللغة العربية لتحصيل بعض المعارف و التزود ببعض الخبرات المناسبة لمستواه الدراسي؛
ا/ستعمال اللغة العربية لإدراك بعض القيم الإسلامية و الوطنية و الإنسانية في حدود مستواه الدراسي، لتتأصل في كيانه و شخصيته؛
ا-ستعمال اللغة العربية للتفتح على البيئة الطبيعية و المحيط الاجتماعي، وعلى ما تزخر به الحياة العامة من عمل و نشاط و إبداع

المبادئ الديداكتيكية المعتمدة في بناء برنامج السنة الثانية

أ- مبدأ الوحدة: بحيث يتجزأ البرنامج إلى ثماني وحدات تنفذ كل منها في ثلاثة أسابيع، يخصص الأول و الثاني منها لتقديم الدروس الجديدة، ويخصص الثالث للتقويم و الدعم
ب- مبدأ التكامل الداخلي: بين مكونات المادة، سواء على مستوى البناء الهيكلي لحصص مختلف المكونات أو على مستوى المجال الذي تتمحور حوله مختلف الدروس
ج- مبدأ الاستضمار: والتضمين للقواعد اللغوية الأسلوبية و التركيبية و الصرفية والإملائية
د- اعتماد مبدأ ” 30 دقيقة” للحصة اللغوية، في السنتين الأولى والثانية باعتبارها الأنسب بالنسبة لصغار المتعلمين الذين لا يستطيعون التركيز لمدة طويلة

هـ مبدأ التدرج: في تدبير وتقريب الظواهر المعرفية: التدرج من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركب، ومن المعلوم إلى المجهول، ومن المحسوس إلى المجرد، ومن الكل إلى الجزء، ومن العام إلى الخاص
و- مبدأ الديمقراطية و تكافؤ الفرص في التعلم و في توزيع الأدوار و إبداء الرأي

الكفايات النوعية لمكون القراءة بالمستوى الثاني

يتميز تدريس القراءة بهذا المستوى بكونها يسعى إلى تمهير المتعلم على القراءة من خلال نصوص قصيرة، و هي إما نصوص انطلاق مستقاة من مادة التعبير أو نصوص قرائية عادية تدخل في المجال العام للوحدة

و تدريس القراءة ابتداء من هذه السنة وحتى السنة السادسة، يركز أكثر على المعنى الحقيقي للفعل القرائي بصفته يستهدف فهم و بناء معنى المقروء. وإذا كانت السنة الاولى كذلك تجعل القراءة مبنية على المعنى، فإنها تركز على تحويل المكتوب إلى منطوق، و هذا هدف يستمر في الاكتمال و الإتقان خلال السنة الثانية و ما يليها، لكن مع التركيز على الوظائف الأساسية للقراءة باعتبارها أداة للتواصل و الإندماج

ويمكن إجمال أهداف القراءة بالسنة الثانية فيما يلي؛

قراءة الحروف العربية مع الحركات القصيرة والحدود والتنوين والشدة، ضمن معجم ثابت ومتحرك (هدف خاص بالقراءة في الوحدة الديداكتيكية الأولى)

القراءة الكلية مع الفهم للمعجم الثابت (حروف وكلمات) والمعجم المتحرك (جمل ونصوص بسيطة)مع مراعاة مخارج الحروف، ومقتضيات علامات الترقيم، وغياب التهجي

قراءة نصوص بسيطة نثرية وشعرية، وصفية وسردية وحوارية

استثمار المقروء من النصوص البسيطة على مستويات التفكير وبعض التدريبات اللغوية والبحث البسيط

منهجية القراءة بالمستوى الثاني

التدبير الديداكتيكي لـتدريس القراءة

أ) هيكلة حصص دروس القراءة بالسنة الثانية

تتضمن القراءة في السنة الثانية من التعليم الابتدائي 8 حصص أسبوعية موزعة كالتالي؛

في الوحدة الأولى: تستغل الوحدة الأولى لتقديم نص قرائي واحد كل أسبوع في ثلاث حصص، تليه مجموعة من دروس تصفية الصعوبات القرائية.

ـ في الوحدات من 2 إلى 8: يستغل كل أسبوع في تقديم نصين عاديين يستثمر النص الواحد في ثلاث حصص، و تخصص الحصتان المتبقيتان لدراسة نص شعري

 الهيكلة الأسبوعية لتدريس القراءة بالسنة الثانية

ـ في الوحدة الأولى

أ- تخصص الحصص 3، 2، 1 من حصص القراءة لدراسة نص قرائي، حيث يقدم و يقرأ في الحصة الأولى، و يفهم في الحصة الثانية، و يستثمر في الحصة الثالثة

ب- تخصص الحصتان 4 و 5 لتصفية الصعوبات القرائية باعتماد اللوحة القرائية الأولى في كتاب المتعلم

ج- تخصص الحصتان 6 و 7 لتصفية الصعوبات القرائية باعتماد اللوحة القرائية الثانية في كتاب المتعلم

د- تخصص الحصة 8 (الأخيرة من حصص الأسبوع) لاستثمار عام للوحتين القرائيتين الأولى والثانية

في باقي الوحدات الديداكتيكية؛

أ- تخصص الحصص 3،2،1 من حصص القراءة لدراسة نص قرائي عادي أول، حيث يقدم و يقرأ في الحصة الأولى ، و يفهم في الحصة الثانية ، و يستثمر في الحصة الثالثة

ب-تخصص الحصة 4 لدراسة الجزء الأول من النص الشعري

ج- تخصص الحصص 5 و 6 و 7 لدراسة النص العادي الثاني وفق نفس النهج المعتمد في دراسة النص العادي الأول

د- تخصص الحصة 8 لدراسة الجزء الثاني من النص الشعري

ب) البناء المنهجي لـ تدريس القراءة بالسنة الثانية

ـ النص العادي: التمهيد ـ تسميع النص ـ القراءات ـ الفهم ـ الاستثمار

ـ النص الشعري: التمهيد ـ تسميع النص ـ القراءات ـ الفهم ـ التحفيظ

الوحدة الديداكتيكية الأولىالوحدة الديداكتيكية من 2 إلى 8
الحصصالدرسالهيكلةالحصصالدرسالهيكلة
1النص القرائي الأولتقديم النص وقراءته1النص القرائي الأولتقديم النص وقراءته
2قراءة النص وفهمه2قراءة النص وفهمه
3قراءة النص واستثماره3قراءة النص واستثماره
4تصفية الصعوبات القرائيةاللوحة القرائية الأولى4نص شعريالجزء الأول
55النص القرائي الثانيتقديم النص وقراءته
6اللوحة القرائية الثانية6قراءة النص وفهمه
77قراءة النص واستثماره
8استثمار عام للوحتين8نص شعريالجزء الثاني

جذاذة تدبير القراءة

المراحل والعملياتالأهداف
الحصة الأولى: أستمع وأقرأ،أناقش و أفهم التمهيد:يناقش المدرس والمؤشرات الموجهة للفهم. من خلال طرح أسئلة تستهدف قراءة الصورة لتعرف العنوان. تسميع النص:يسمع النص للتلاميذ والكتب مغلقة.   القراءة: يقرأ المدرس النص قراءة جيدة ويتتبع  التلاميذ قراءته في الكتب. يوزع القراءات الفردية للنص، ويراقب المدرس الأداءات ويتدخل للتصحيح، يتيح الفرصة  لأكبر عدد من التلاميذ لقراءة فقرات النص     الفهم:يقدم رصيدا جديدا ،عن طريق الشرح. يوظف وضعيات وسيطة ن باللجوء إلى تقنية التشخيص أو القرائن وأسر الكلمات، باعتماد السياق.     فهم مضمون النص:يوجه المدرس أسئلة لاستخلاص معاني النص.  يكون التلميذ قادرا على أن: يبني فرضيات انطلاقا من مؤشرات أولية : صورة النص وعنوانه. يوظف تجربته ومكتسباته القبلية.   يلتقط المِؤشرات الصوتية والدلالية، لبناء الفرضيات قصد الاهتداء إلى المعنى. يفهم النص. يستصيغ فونيطيقا اللغة العربية. يتحكم في النسق الصوتي/الخطي. يدرك أصول القراءة العبرة. يحترم علامات الوقف. يعبر عن الشحنة الوجدانية للنص بتلوين الصوت،للتعبير عن الأخبار أو الاستفهام أو التعجب. يبني معاني الكلمات بالاستناد الى النص. يدرك العلاقات البسيطة التي تربط بين شخصيات النص.ويتعرف صفاتها للاهتداء بها لاستخلاص دلالات الكلمات. يجيب عن أسئلة الفهم. يتعرف مكونات الجملة،لانتاج أجوبة مضبوطة. يستضمر الأساليب  والصيغ اللغوية لاستخلاص معاني النص.  

كتابي في اللغة العربية ،السنة الثانية الابتدائية، دليل الأستاذ، دار النشر: المكتبة الوراقة الوطنية ،يوليوز 2003 ،ص 14

خلاصة

يأتي التدبير بعد التخطيط وينبني على مجموعة من الأسس والمرتكزات منها: أنشطة المعلم وأنشطة المتعلم، تحديد الأهداف والكفايات، تحديد فضاء التدبير، التركيز على الإيقاع الزمني لكل مرحلة، تنظيم الوضعيات في شكل جدادة دراسية تخطيطا وتطبيقا وتنفيذا ثم اختيار أنواع الطرائق البيداغوجية والوسائل الديداكتيكية

لتدبير تدريس القراءة من خلال درس قرائي بالمستوى الثاني، على المدر س ان يكون ملما بمجموعة من المعارف والمهارات والإجرءات التي تخول له ذلك. من بينها تدبير التعلمات الي تحتم على المعلم أن يتعرف على المبادئ الديداكتيكية المعتمدة بالبرنامج وكذالك منهجية القراءة فابتداء من  هذه السنة نركز أكثر على المعنى الحقيقي للقراءة بصفته يستهدف فهم و بناء المقروء. وكذل على المدرس أن يعرف توزيع الحصص الدراسية وغلافها الزمني ويعرف أيضا وضعيات التعلم من أجل تحديد الطرائق والوسائل الديداكتيكية الملائمة لتنظيم المقاطع الدراسية الثلاث (المقطع التمهيدي، المقطع التكويني، والمقطع النهائي)

من

من الكفايات التي ينبغي توفرها في المدرس: تدبير الفصل بمراعات الفروقات الفصلية بين المتعلمين وتنويع الأنشطة والأساليب  بما يديم انتباه المتعلمين و لتمكينهم من تحقيق الأهداف المسطرة ومن رفع من دافعيتهم للمشاركة والتعلم. ويتم تدبير الفصل في إطار المدرسة الجديدة المفعمة بالحياة، لما له من أهمية في التحفيز على التعلم وفي جعل فضاء القسم فضاء حيويا ومتنوعا. ويتم تدبير فضاء القسم وفقا لمقتضيات البرنامج الدراسي حيث يشتمل على أركان تربوية مرتبطة بالحاجات الأساسية للمتعلم و بالتعلمات الأساسية يراعى فيها التنوع والتكامل بين المواد الدراسية من جهة والأنشطة الترفيهية التي تخدم هذه المواد وتغنيها

كذلك

كذلك على المدرس أ ن يراعي في توزيع حصص تدريس القراءة خصوصيات الطفل  والإيقاعات البيولوجيا والنفسية للفرد مما يستلزم برمجة الأنشطة التي تتطلب تركيزا في الفترة ما بين التاسعة والثانية عشرة، وبرمجة الأنشطة الأخرى في باقي الفترات الصباحية أو فيما بعد الزوال

منهجية تدريس القراءة كتبته ذة.خديجة فتح

5 Comments

  • Reading your article helped me a lot and I agree with you. But I still have some doubts, can you clarify for me? I’ll keep an eye out for your answers.

  • I am sorting out relevant information about gate io recently, and I saw your article, and your creative ideas are of great help to me. However, I have doubts about some creative issues, can you answer them for me? I will continue to pay attention to your reply. Thanks.

  • Thank you for your sharing. I am worried that I lack creative ideas. It is your article that makes me full of hope. Thank you. But, I have a question, can you help me?

  • Reading your article helped me a lot and I agree with you. But I still have some doubts, can you clarify for me? I’ll keep an eye out for your answers.

  • […] منهجية تدريس القراءة بالمستوى الثاني ابتدائي […]

رجاء اترك تعليقا لتجويد الخدمات

فضاء التكوين في مهن التربية