البعد اللغوي لدى طفل التعليم الأولي

من أهم الركائز التي يعتمد عليها النمو الاجتماعي والذهني للطفل، البعد اللغوي لدى طفل التعليم الأولي؛

فبواسطة الاتصال اللغوي يتم استدماج ثقافة المجتمع؛

ويتم التعرف على الكثير من الحقائق المادية والاجتماعية التي لا غنى عنها من أجل التنشئة والاندماج

لذا نراه يكثر من الأسئلة ويحاول معرفة كل شيء؛ لدرجة جعلت البعض يطلق على هذه المرحلة، مرحلة السؤال؛

وهي غير أسئلة المرحلة السابقة، ماهذا؟ وماذاك؟ بل لماذا هذا؟ ولماذا ذاك؟

أي أنه في الثانية من عمره عالم، وفي الرابعة فيلسوف. على حد تعبير هادفيلد

 ويقرر بعض الباحثين أن حوالي 10 إلى 15 % من حديث الطفل في هذه المرحلة يكون عبارة عن أسئلة وهو قد يفهم الإجابات وقد لا يفهم. وقد ينصت وقتا كافيا لسماع الإجابات وقد لا يفعل؛

وذلك لتمركزه حول ذاته. فتفكيره في هذه المرحلة مرتبط بالذاتية وهو بعيد كل البعد عن المشاركة الاجتماعية. فأغلب كلامه كما يؤكد على ذلك بياجي هو عبارة عن مونولوج فردي أو مونولوج جماعي. حيث أن الطفل يتكلم لنفسه ومع نفسه. دون أن يتفاعل لغويا وفكريا مع الآخرين؛

ذلك أن الحياة الاجتماعية القائمة على تبادل الأفكار والآراء لا تبدأ قبل السابعة أو الثامنة. لذلك نجد نسبة الحوار بين الطفل والغير في هذه المرحلة تبقى منخفضة وتتراوح بين 16% مع الكبار 23% مع الصغار

في حين أن الحديث المتمركز حول الذات يصل إلى نسبة 60% من أحاديث أطفال ما بين الثالثة والسادسة

و

ومن المعلوم أن النمو اللغوي يتأثر بالخبرات وكمية ونوع المثيرات التي يواجهها الطفل. فالمحيط العائلي والعلاقة بالأم والروض ووسائل الإعلام كلها عوامل تؤثر إلى حد بعيد على قدرته، وقاموسه اللغوي. وقد أثبتت بعض الدراسات أن أطفال الطبقات العليا أثرى لغويا من أطفال الطبقات الدنيا؛

وأن أطفال الملاجيء أفقر لغويا من الأطفال الذين يتربون في أسرهم. إلا أن السمة العامة للنمو اللغوي في هذه المرحلة، هي السرعة لدرجة أن الطفل ما إن يصل إلى سن الثامنة حتى يكتسب 50% من المفردات التي ستكون لديه في سن الثامنة عشرة

وحسب دراسة مادور اسميث تنتقل المفردات من 446 في سن الثالثة والنصف إلى 2562 في سن السادسة؛

وكما أشرنا إلى ذلك فإن النمو اللغوي لا يقف عند حد عدد المفردات التي أصبح بالإمكان النطق بها؛

بل يشير في الوقت ذاته إلى نمو اجتماعي وذهني. ذلك أن القدرة على تسمية الأشياء تنمي سلطة الطفل على محيطه فيستطيع أن يتعرف على الأشياء ويطلبها عوض أن يعتمد على أمه كي تتنبأ بما يرغب فيه

 وبمجرد ما يكتسب الطفل نوعا من اللغة، ويفهم أن كلمات معينة تنطبق على أشياء محددة حتى تسهل التربية ويتحسن التواصل الذي لاغنى عنه من أجل التنشئة الاجتماعية . كذلك عبر الكلمات يبدأ الطفل في تكوين المفاهيم ويستطيع التعميم ؛

وشيئا فشيئا تتطور العمليات الذهنية، كالتفكير المنطقي والقدرة على الحكم

متطلبات النمو اللغوي

  بشكل عام، من الضروري خلق وسط تعلمي يدعو الأطفال إلى التواصل مع الراشدين، ومع غيرهم من الأطفال؛

ويمنح مواقف تواصلية متباينة، تنمي أنشطة الاستماع، والقراءة، والتواصل الشفوي وذلك بواسطة مثلا

نقرأ حكاية ونطلب من الأطفال إعادة صياغتها بكلماتهم

نطلب منهم الحديث عن بعض الشخصيات المعروفة لديهم وتبيان خصائصها

نشجعهم على محاولة الإجابة على تساؤلاتهم بمساعدتهم على طرح فرضيات بصددها

الحديث معهم بلغة عادية

ويذهب كورتيس إلى أن تعلم اللغة لا يجب أن يلقى على عاتق المربي أو المربية؛

لكن لابد من اعتبار أن الأطفال يرون الحاجة إلى الحديث بينهم. وقد دلت الأبحاث أنهم يكونون أفضل معلمين لبعضهم البعض. ويقدم خمسة أشكال لتطوير المهارات اللغوية

حسن الإنصات إلى الأطفال

جعل الأطفال يعيشون خبرات تدفعهم للحديث والتساؤل والمناقشة

تشجيع المناقشة والحوار

خلق مواقف تدعو الأطفال إلى الإنصات الجيد (حكايات ، أغاني ، موسيقى ..)

جعل الأطفال يعيشون خبرات تساعدهم على فهم اللغة تدقيقا وإغناء

كتبها المرحوم الأستاذ نور الدين خير الله