توطئة

تعتبر بيداغوجية اللعب من البيداغوجيات المهمة في تنزيل المقاربة بالكفايات، ومن البيداغوجية القادرة على تنمية شخصية التلميذ(ة) معرفيا ووجدانيا واجتماعيا ونفسيا وجسمانيا، ولمساعدة المدرسين والمدرسات على حسن تقديم الألعاب بالمدرسة الابتدائية، أصدرت وزارة التربية الوطنية مجموعة من الدلائل التمهيدية للألعاب الرياضة، وقبل عرض هذ الدلائل نقدم لكم مدخلا موسعا حول بيداغوجية اللعب بالمدرسة الابتدائية

الأهمية التربوية لـ بيداغوجية اللعب

حسب ما تذهب إليه سوزان ميللر يمكن اعتبار أفلاطون أول مــن اعترف بأن للعب قيمة عملية.  وأنه يمكن استثماره في المجال التربوي. ويتضح هذا من مناداته في كتاب القوانين بتوزيع التفـــاح على الصبية لمساعدتهم على تعلم الحساب، وإعطائه أدوات يناء مصغرة لأطفال سن الثالثة الذين كـــــان عليهم أن يصبحوا بنائين في المستقبـــــل. كما أكد أرسطو على تشجيع الأطفال على اللعب بما سيكون عليهم فعله بشكل جدي كراشديــــن. ولم يخل فكرنا الإسلامي العربي من مفكرين انتبهوا إلى أهميـــــــــة اللعب في تكوين الشخصية، فهذا الغزالــي في كتابه إحياء علوم الدين الجزء الثالث يــقول؛

وينبغــــي أن يؤذن له بعد الإنصراف من الكتاب أن يلعب لعبا جميلا يستريح إليه من تعب المكتب. بحيث لا يتعب في اللعب؛ فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه بالعلم يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش حتــــى يطلب الحيلة في الخلاص منه رأســـــا

إحياء علوم الدين، الغزالي

وتبلورت الفكرة أكثر عند مفكري التربية في القرن 18 مثل جان جاك روسو وبستالوتزي وخصوصا فروبل الذي اعتبر اللعب الوسيلة الوحيدة التي يستطيـــع عــــــن طريقها الطفل في مراحل نموه الأولى التعبير عن حياته ومشاعره الداخلية وعن أفكاره التي اكتسبهــــــا من بيئته. ورأى أن الطفل عن طريق الألعاب والأنشطة الذاتية ذات القيمة التعبيرية والخلقية والاجتماعية يمكنه أن يحقق ذاته وينمي مواهبه وإمكانياته ويوسع مداركه ويخفف من توتره.  لذلك نجده قد أدمــــج الكثير من الألعاب في منهج رياض الأطفال الذي يعتبر أول مؤسسها لا تزال مطبقة إلى اليوم. كألعــــاب تدريب الحواس وألعاب التدريب على الأرقام وألعاب التدريب اللغوي وألعاب التمثيل وألعـــاب البناء والتركيب إلى غير ذلك من أنواع الألعـــــــاب

       أما اليوم فلا يخلو كتاب في علم النفس التربوي من التأكيد على أهمية النشاط التلقائــي للطفل ودور اللعب في بنـــاء الشخصيــة

و

ويمكن اعتبار القناعات التالية بمثابة فرضيات يمكن استخلاصها من الأدبيات السيكولوجية التـي اهتمــــت بالموضوع والتي نرى أن على كل مهتم بالتربية أن يأخذها بعين الاعتبار. وأن أي بناء للمناهج الخاصة بالمرحلة القبل – مدرسية أن يأخذ هذا النشاط   مأخذ الجــــد ويعطيه قيمته التربوية ويعي أنه الوسيلة الأكثــر فعالية للتعلم وبناء الشخصية وذلك لأن؛

       أ- اللعب ينمي الابتكار لأنه يتطلب انفتاحا ومبادرة وغياب القلق المرتبط بالتقييــم

لذلك يحصل الطفل في اللعب على نتائج فريدة قد لا يحقق بعضها بين جدران الفصل

Sabine de graeve « Apprendre par les jeux » traduit de néerlandais      par v. bruyndonckx. Editions de boeck Bruxelles 1996 – P : 20

              ب- اللعب ككل تمرين يعطي جسدا أكثر طواعية ويمكنه من اكتساب الكثير مــــن المهارات اليدويــــــــــة

يمكن اللعب الطفل من اكتساب خطاطات ذهنية تساعده على فهم العالم المحيط به وتصنيف الأشيــــــــــاء

       باللعب يطور الطفل الكثــــــير من الكفايات الإيجابية في شخصيته كالاستقلالية وتحمل المسؤولية والتعاون والتنافس وفقا لقواعد … إلخ وهو في كل لحظة يدرك أنه مصدر أفعاله وعليه تقــــــع تبعاتها مما يؤهله لمعرفة أكبر بنقط قوته وضعفه عبر التقويــــم الذاتي

Sabine de Groeve Ibid.  P : 22

و

إذا اكتشف الأطفال أو تعلموا أشياء عن طريق اللعب فإنها ترسخ لديهم أكثر من تعلمهـا عن طريق الشرح والبرهان

يسمح اللعب بالتواصل وينتقل الطفل من الفردية السالبة إلى الروح الجماعية الموجبــــــة ويعلمه المشاركة الوجدانية والتضامن والطاعــــة

يسمح اللعب بملاحظة الأطفال كما هم بالفصل، لأنه في الأنشطة التوجيهية داخل الفصل

الدراسي غالبا ما يكون سلوكهم مقنعا وغير طبيعي لكن عندما يلعبون بحرية وتلقائية فإن

الكثير من أعراض عدوانيتهم وما يعانونه من ضغوطات يتمظهر بشكل جلي مما يسمح بأخذ القرارات التربوية المناسبة

       بفضل الاحتكاك مع رفاق اللعب يتمكن الطفل من قياس قدراته وتطويرها وتحقيق أناه وإثبات شخصيـــــــة

           يحسن اللعب صورة الطفل عن ذاته فهو يمكنه من كفايات ومعارف للفعل تنمي الثقة في النفس

        يمنح اللعب للراشد فرصا لتوجيه الطفل وإخضاعه لقواعد تهيئ للتنشئة الاجتماعية  

اللعب يخلق مواقف نموذجية يجربها الطفل في هذا النشاط قبل مواجهتها في الواقــــع وهو

وهو بالتالي يعلمه التفكير كما يعلمه العمــــــل

اللعبة الجيدة يجب أن تترك هامشا لمبادرة الطفل وتغذي خيالـــه. وعادة ما تكون اللعبــــة البسيطـــة هي ما يحقق هذا الهدف (…) لكن للأسف غالبا ما يغطي أطفالنا هدايا غاليـــة ومعــــقدة لكن لا قيمة لها من حيث اللعب

Edward claparéde « le développement mental »  10 e Edition  Delachaux et Niestlé 1951 P : 156

      – يسمح اللعب بتنمية الذكاء العلائقي المبني على التواصل واحترام الآخر. والذي يكون من ركائز نجاح الشخصية مستقبلا. لكل صنف من الألعاب وظائفه.  ولكل طــــفل حاجياته، تماشيا مع مرحلته العمريـــــــة، وخصوصياته النفسيــــــة الفردية. فعلى كل مربية أن تتبنى تربية فارقية. تحترم التنوع والاختلاف ولا تتعامل مع الأطفال ككائنات مجردة، أو حتى مجموعات متجانسة

مما كتبه ذ.نور الدين خير الله بتصرف

دلائل الالعاب التمهيدية لمستويات التعليم ابتدائي

أ- دليل الالعاب التمهيدية للمستوى الاول ابتدائي

ب- دليل الالعاب التمهيدية للمستوى الثاني ابتدائي

ج- دليل الالعاب التمهيدية للمستوى الثالث ابتدائي

د- دليل الالعاب التمهيدية للمستوى الرابع ابتدائي

ه- دليل الالعاب التمهيدية للمستوى الخامس ابتدائي

و- دليل الالعاب التمهيدية للمستوى السادس ابتدائي