google-site-verification=lOlmdetj4fHzhz-NU-ox4dVLX7jhyyv_fPVlXSA7c2Q
Cancel Preloader
مدخل الديداكتيك العامة في التعليم،الأسئلة المطروحة في درس الديداكتيك: لماذا ندرس؟ -كيف ندرس؟ -من ندرس ؟ -ماذا ندرس؟ -كيف نقيم ونقوم نتائج تدريسنا؟

الأسئلة ألأساس الموجهة للعملية الديداكتيكية والتربوية

الأسئلة المطروحة في درس الديداكتيك: لماذا ندرس؟ -كيف ندرس؟ -من ندرس ؟ -ماذا ندرس؟ -كيف نقيم ونقوم نتائج تدريسنا؟

طرائق التعليم واستراتيجيات التعلم

الحديث عن الطرائق، يقتضي منا التمييز بين: الطرائق في منظومة التربية التقليدية والطرائق النشيطة

أولا: الطرائق التقليدية – الديداكتيك

ماهي تصوراتها المميزة للتلميذ والمدرس والمعرفة ؟

أ) العمل التربوي: فالتربية هنا لا تعدو أن تكون تهجينا للطفل قصد جعله يتلاءم مع ملامح ألإنسان الذي يريد المجتمع أن ينحته، وبذلك فهي تنطلق ضمنيا من فرضية أن المج ثابت، ومن هنا جاء لجوءها الى تلقين  التلاميذ مضامين جاهزة ومضبوطة بصفة مسبقة (معارف،قيم،رموز)، معتقدة أنها صالحة لجعل الفرد يتلاءم مع وسطه ألإج ويسعد بالعيش فيه

ب) المتعلم: الإنطلاق من افتراض أنه صفحة بيضاء،وهو ما يبرر السلوك التلقيني الذي تمتاز به الطرائق التقليدية عامة

ج) المدرس: جعله هو المصدر الوحيد للمعارف والقيم والرموز الممررة وهنا نتساءل ماهي مميزات وخصائص الطريقة التلقينية ؟

فهي تحليلية، أي تحليل المعارف المقدمة بشكل مبسط ومتدرج …؛

وهي برهانية، أي أنها لا تكتفي بالتفسير والتحليل بل تحاول اقناع المتقبل بمنطقية المعارف المقدمة له

الطريقة ألإستجوابية

سؤال المدرس وجواب التلاميذ،وهي من أكثر الطرائق شيوعا في فصولنا ظنا من المدرسين، أنها من الطرائق النشيطة؛

في حين أنها وجدت من أجل مجابهة الطريقة التلقينية، وهي تصور يأخذ جذوره لدى كل من أفلاطون وديكارت وروسو

أ) ألإستجواب السقراطي: يحدثنا أفلاطون في حواراته عن الطريقة التي كان أستاذه سقراط يستعملها للوصول إلى إكتشاف الحقيقة. وتتمثل أساسا في إلقاء ألأسئلة على المتعلمين قصد توليد الحقائق من أفكارهم؛

(يمكن توضيح ذلك من خلال عرض نظرية المثل عند أفلاطون… ذلك أن التربية عنده هي عملية تذكر لا غير «المعرفة تذكر والجهل نسيان..”ا

ب) الرشاد عند ديكارت: يقول في مقدمة رسالة في خطاب المنهج :؛

«إن الرشاد (يقصد العقل) هو الصفة الفكرية الأعدل توزيعا على البشر، والمهم هو أن نحذق استعماله”ا

ج) الطريقة ألإستجوابية عند روسو: يقول في كتابه إميل ص 242: “يجب على المدرس أن يحفز همة تلميذه للبحث وأن يعينه على اكتشاف الحقائق بنفسه، وذلك بوضعه في الطريق الموصلة لذلك عوض إرغامه على اتباع خطاب المدرس بصفة سلبية». إن هذه الطريقة من شأنها أن «ترغم التلميذ على التعلم بنفسه وعلى استعمال عقله لاعقل ألآخرين…؛

ومن هذه التمرينات المتتالية يكسب فكر الطفل قوة مماثلة للقوة التي تحصل للجسم على إثر القيام بالتمارين الرياضية”ا

ثانيا: الطرائق النشيطة

بصفة عامة، تتمثل في جعل المتعلم القطب الفاعل في الفصل، لذلك فإنه عبر نشاطه هذا يساعد ذهنه على النمو وذكاءه على التطور، وهذا هو الهدف الذي تحاول الطريقة النشيطة تحقيقه من وراء التربية لذلك نقول بأن من الضروري أن تكون الوضعيات التعلمية-التعليمية ذات معنى بالنسبة للمتعلم أي أن تنطلق من اهتماماته وحاجاته، لإنه لا إمكانية لأي عمل إنساني دون حد أدنى من الإهتمام ويتمثل النشاط المدرسي الناجح في العمل الجماعي (داخل فرق) وفي توزيع المسؤوليات وتحملها من طرف المتعلمين وفي التعاون والتآزر…؛

والتهيئة للحياة الديموقراطية داخل المجتمع الكبير

تأثير بياجي: جاءت أعماله مؤكدة على كل هذه ألإكتشافات معززة لها من الناحية النظرية، وقد بنى نظريته السيكولوجية على مفهومي التكيف وانعدام التكيف مع المحيط “إن كل سلوك يصدر عن الكائن الحي، يستجيب لحاجة.فالطفل، شأنه في ذلك شأن الكهل، لا يقوم بأي عمل إلا إذا حركته حاجة نابعة من ذاته.والحاجة هي دائما المؤشر الخارجي لانعدام التكيف:؛

فنحن نتكلم عن حاجة عندما يتغير شيء ما فينا أو حولنا يجعلنا نكيف سلوكنا في ضوء هذا التغير…؛

ويمكن أن نقول بصفة عامة ان كل سلوك جديد لايعدو ان يكون نشاطا يهدف إلى اعادة تكيف الفرد مع محيطه بل وإلى الإرتقاء بهذا التكيف الى مستوى أحسن من التكيف السابق…؛

ويمثل التطور الذهني في هذا ألإطار تنظيما متدرجا يصبو في كل مستوياته إلى تكيف أكثر دقة مع الواقع”ا

طرائق نشيطة أخرى

اولا: طريقة العمل الحر للمربي السويسري كوزيناي

ثانيا: طريقة المدرسة العصرية لفرناي

ثالثا: طريقة محاور ألإهتمام للمربي البلجيكي ديكرولي

طريقة مونتاسوري، المربية ألإيطالية المشهورة

وسنقتصر هنا على عرض طريقة فراناي؛ ترتكز هذه الطريقة على تطوير وسائل التبليغ لدى الطفل لذلك تراها تعتمد على تقنيات النص الحر والمطبعة والجريدة المدرسية والمراسلات ما بين-المدرسية…؛

ينطلق  العمل المدرسي في طريقة فراناي من النص الحر أي من النصوص التي يكتبها التلاميذ حول المواضيع التي يشعرون بميل ذاتي الى الكتابة فيها وفي غياب كل تسيير من لدن المدرس. ثم يقع اختيار نص واحد (بطريقة التصويت) يصبح وثيقة بيداغوجية لكامل الفصل : ذلك أن ألإصلاح الجماعي للأخطاء الواردة في هذا النص ستكون فرصة لتعلم القواعد اللغوية والبلاغية والتركيبية والصرفية…إلخ. بعد ذلك يقوم التلاميذ بطبعه وارساله إلى أقسام أخرى…ومن ناحية أخرى فإن تجميع النصوص والمراسلات يمكن أن يفضي إلى مادة دسمة تنشر في الجريدة المدرسية…

الطرائق في منظومة الديداكتيك

الديداكتيك علم تربوي  يهتم بدراسة التفاعلات التي تجري بالفصل بين المتعلم والمعلم والمعرفة…وذلك قصد تسهيل عمليات اكتساب تلك المعرفة … ؛

نستنتج من هذا التحديد أن منظومة الديداكتيك تجعل من العملية التربوية عملية تعلم يقوم بها الطفل عمليات التعلم هذه تجري في إطار مثلث يتأثر كل قطب بالقطبين ألآخرين؛

إذن : مفهوم الطريقة يتغير بمجرد مرورنا من المنظومة التعليمية (المعلم) إلى المنظومة التعلمية(المتعلم)

فس درس الديداكتيك نطرح الأسئلة التالي: كيف يتم تعلم المعارف الجديدة ؟ كيف يتعلم الطفل المعارف والقيم والرموز المقررة في المنهاج المدرسي؟ ماهي الميكانزمات التي تجري بذهنه عندما  يقبل على تعلم مضمون معرفي أو قيمي أورمزي جديد؟ ماهي القوانين المنظمة لهذا التعلم؟

سنحاول إلإجابة عن هذه التساؤلات في سياق درس الديداكتيك، بالتعرض إلى : نظريات المعرفة أولا،  ونظريات التعلم السيكولوجية ثانيا

أ) نظريات المعرفة – الديداكتيك

قضية التعلم من أقدم ألإشكاليات الفلسفية منذ العهد ألإغريقي. وتطرح نظرية المعرفة اشكالية التعلم عامة عندما تتساءل: كيف يمتلك ألإنسان المعرفة ؟ أو كيف يعرف ألإنسان ما يعرفه؟

يمكن تصنيف مختلف نظريات المعرفة،المؤثرة في نظريات التعلم السيكولوجية إلى صنفين كبيرين: النظرية المثالية (العقلانية) والنظرية الواقعية (التجريبية)

نظرية المعرفة المثالية

نظرية ألمثل عند أفلاطون: ألإنسان يتعلم عن طريق تذكر ما عرفه عندما كان في عالم المثل أي أن المعرفة تذكر للأفكار التي ورثتها النفس إثر مرورها من عالم المثل؛

المعرفة تذكر، والجهل نسيان

موقف ديكارت: تأكيده على نفس الموقف المثالي حيث يقول في كتاب تأملات فلسفية: “إن كل من فهم مدى اتساع المجالات التي تقع عليها حواسنا وعرف المسافة التي تفصل بينها وبين قدرتنا على التفكير؛ يعترف بأنه لا وجود لأية فكرة مستقاة من الحواس وأن كل ألأفكار التي نحملها هي في الحقيقة موجودة في الفكر بصفة قبلية”.ا

موقف كانط: يتخذ من المعرفة نفس المواقف المؤكدة على أولوية الفكر على المحسوس،فيقول في سياق نقده للمدرسة ألإمبريقية، إني أقر بأهمية التجربة في تحريك ألأفكار الكامنة في النفوس؛

لكني أنكر أن تكون التجربة قادرة على استنباط ألأفكار.ذلك أن النفس تحوي أفكارا مثل الوجود والجوهر والسبب والمثل والتفكير والعقل…؛

وعديد من المبادئ الفلسفية والمنطقية ألأخرى ألتي نرى الحواس عاجزة عن مد النفس بها

خلاصات واستنتاجات: تأثر بعض ممارسات التربية المعاصرة بهذا المنظور الفلسفي لأكتساب المعرفة؛

فالطريقة ألإستجوابية لا تعدو أن تكون تطبيقا بيداغوجيا للنظرية ألأفلاطونية المثالية، ودعوة ألان المدرسين إلى ألإنطلاق من المجرد لفهم المحسوس، ترجمة معاصرة عن الفكرة ألأفلاطونية-السقراطية

ب) النظرية الواقعية

موقف أرسطو: المعرفة تأتينا من العالم الخارجي عن طريق الحواس؛

فالفكرهو بمثابة اللوحة البيضاء التي تكتب عليها ألأفكار المستقاة من التجربة عن طريق الحواس

موقف جون لوك: يحلل هذه الفكرة ويعطيها أبعادا تربوية جديدة فيقول؛

«لنفترض أن النفس لوحا أبيض لم يكتب عليه شيء أي أنها لا تحتوي في البداية على اية فكرة البتة. فمن أين أتتها كل هذه ألأفكار؟ إني أجيب عن هذا السؤال الخطير بكلمة واحدة: من التجربة .فالتجربة هي أساس كل معارفنا والمنبع ألأول لكل أفكارنا».ا

خلاصات واستنتاجات: تأثر علماء النفس السلوكيين أمثال واطسن وسكينر بالتصور ألأمبريقي للمعرفة؛

ذلك أن تأكيد النظريات السلوكية على المثير الخارجي من شأنه  أن يجعل المنظومة السلوكية تنتمي في جذورها إلى الفلسفة الإمبيريقية السابقة الذكر

الديداكتيك في التعليم

كتبها: ذ.محمد مود

4 Comments

رجاء اترك تعليقا لتجويد الخدمات

فضاء التكوين في مهن التربية